وقف عائلة آل الصنيع الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، ورد في كتاب الله وسنه نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم الحث على الوقف، ففي الكتاب عموم الآيات المرغبة في الإنفاق في سبيل الله كقوله تعالى : (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) ( آل عمران -٩٢) وكقوله تعالى: (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر و الملائكة و الكتاب والنبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة...) الى آخر الآيات ( البقرة – ١٧٧) .وجه الدلالة : ما رواه أنس رضي الله عنه قال : " كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً وكان أحب أمواله إليه بيرحاء (بستان من نخل بجوار المسجد النبوي) وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب . فلما نزلت هذه الآية الكريمة ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)) (آل عمران:٩٢) قام أبو طلحة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: إن اللّه تعالى يقول في كتابه ((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) (آل عمران: ٩٢) وإن أحب أموالي إلي بيرحاءُ، وإنها صدقة للّه أرجو برها وذخرها عند اللّه فضعها يا رسول اللّه حيث شئت، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه" (رواه البخاري والترمذي).
ومنذ نشأت صندوق العائلة طرحت فكرة عمل وقف للعائلة في مختلف دورات مجلس الإدارة لفوائده العديدة ومنها: ١.إيجاد مورد مالي دائم ومستمر لتحقيق أهداف صندوق العائلة. ٢.تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفراد العائلة وإيجاد التوازن الاجتماعي بينهم. ٣.ضمان لبقاء المال ودوام الانتفاع به والاستفادة منه مدة طويلة، وفيه استمرار للنفع العائد من المال الموقوف فيستمرّ ثوابه لواقفه حيّاً وميّتاً. ٤.الوقف امتثال لأوامر اللّه ورسوله بالإنفاق في سبيل اللّه فيحصل للواقف الأجر الكثير والمثوبة العظيمة عند اللّه تعالى يوم القيامة إذا أخلص في نيته لكل من ساهم فيه.
وتسهم موارد الوقف في دعم الأنشطة في المجالات الاجتماعية والتنموية والتعليمية والصحية والابداعية وغيرها مما يعمل عليه صندوق العائلة. ومن ذلك: ١.سد حاجة المحتاجين من أفراد العائلة، وتوسيع لمبدأ البر بينهم بحيث يكون الوقف مشتركاً فتتحقق رغبة الموقفين من أفراد العائلة بمساهمتهم في رأس مال الوقف ويضم مال أحدهم إلى الآخرين لزيادة رأس المال. ٢.زيادة صلة الرحم بين أفراد العائلة وتحقيق التراحم بينهم امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ..الحديث)). ٣.استمرار نفع الوقف وعدم انقطاعه للأقربين، وفيه حفظ العائلة في أوقات الأزمات لا قدر الله إذ يحافظ الوقف العائلي على العقارات ولا يستحوذ عليها من سلطة أو ذوي نفوذ باعتبارها وقفاً محدداً لا يتجاوز الحكم الشرعي فيه ٤زيادة انتاجية الوقف بتوافر خبرات متنوعة شرعية وإدارية ما لا يتوافر لوقف صغير ناظره واحد. ٥.تفعيل دور الشباب والفتيات بالمشاركة التطوعية في وقف العائلة. كانت المبادرة هي نقل فكرة "الوقف العائلي" من مجرد فكرة إلى حيز التنفيذ بعد أن طرحت في بعض اجتماعات العائلة السابقة وبناءً عليه تم العمل على مجموعة من النقاط على النحو التالي: عقد عدة اجتماعات بين (فهد بن سليمان بن إبراهيم الصنيع وسلطان بن عبدالرحمن بن عبدالله الصنيع) للتشاور في البدء بخطوات عملية في تنفيذ الوقف العائلي. الاستفادة من خبرات الأوقاف العائلية ومنها: استشارة خبير الوقف في مؤسسة الشيخ ابن سعيدان الخيرية الدكتور/ عبدالله بن محمد الخريجي، والاستفادة كذلك من صيغة وقف منجز لمؤسسة خيرية، كما تم أخذ دورة تدريبية لمدة ١٠ أيام بعنوان "رخصة إدارة الوقف" لسلطان بن عبدالرحمن الصنيع . إعداد صياغة أولية لوقف منجز وتم تسميته بــ "وقف الصنيع للتنمية والأعمال الخيرية" . الاتصال بالأخ العزيز إبراهيم بن عبدالعزيز بن إبراهيم الصنيع لبحث دعم الوقف العائلي. السفر إلى مدينة جدة واللقاء بالأخ إبراهيم بن عبدالعزيز بن إبراهيم الصنيع لبحث دعم الوقف العائلي مع ورثة الشيخ إبراهيم بن حمد الصنيع -رحمه الله-. طرح فكرة وأهداف وقف العائلة وآلية الدعم من خلال مجموعات العائلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الدورة السابعة لمجلس الإدارة الذي كان برئاسة صالح بن إبراهيم العبداللطيف الصنيع بدء تنفيذ الوقف من خلال شراء أرض بحي الملز بالرياض مقام عليها فله قديمة على يتم هدمها ويقام مكان دبلوكسين. اقتراح آلية للدعم وهي على هيئة (أسهم) مشاركة قيمة السهم الواحد (١٠٠) ريال، والدعم مفتوح للجميع. وضع فترة مقترحة لاستقبال التبرعات لمدة أربعة أشهر تبدأ من تاريخ (١٥شعبان ١٤٣٥هـ) إلى تاريخ (١٥ذو الحجة ١٤٣٥هـ) ويمكن من خلال هذه الفترة البحث عن داعمين من خارج العائلة سواء أوقاف كبيرة تدعم الأوقاف الصغيرة أو رجال أعمال؛ تم تكوين مجلس نظارة للوقف برئاسة صالح بن إبراهيم العبداللطيف الصنيع وعضوية فهد بن سليمان بن إبراهيم الصنيع وسلطان بن عبدالرحمن بن عبدالله الصنيع، ويقوم مجلس النظارة بإعداد الصيغة النهائية للوقف العائلي المنجز. وتم مراجعة المحكمة الشرعية المختصة باستخراج صك الوقفية بالعقار، باسم "وقف الصنيع للتنمية والأعمال الخيرية" وفتح حساب بنكي رسمي باسم نظار الوقف. إعداد اللوائح التنفيذية للوقف وطريقة إدارته واستثماره من خلال مجلس النظارة المكلف بالإشراف على الوقف. وعمل مجلس إدارة الصندوق عدة حملات تبرع من أفراد العائلة لدعم استكمال مشروع الوقف. وحالياً الوقف في مرحلة التشطيبات الأخيرة، وبعدها يتم الاستفادة من موارده فيما يخدم أهداف صندوق العائلة إن شاء الله. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يقيض لهذا المشروع (الوقف العائلي) أفاضل العائلة ممن يهتم بإخوانه الأقربين وأن لا يحرمه من الأجر إنه جواد كريم، كما نسأله تعالى التوفيق والسداد وأن يبارك في جهود الجميع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.